إنترفيو
غدا ميعاد أول مقابلة شخصية لى، فأنا حديث التخرج، أبحث عن عمل فى لهفة عاقرتبحث عن ولد لها، لم أنم ليلتها، الإثارة تمنعنى حتى من إغماض عينى، أفكر فى مقابلة الغد، ماذا سأقول، أحاول أن أتخيل الأسئلة، و أجيب عنها بصوت عال، أحاول قدر إستطاعتى أن تكون الإجابة بنبرة هادئة و واثقة، و لكنى لا أستطيع أن أتخلص من تلك الرعشة و الإنخفاض المفاجىء فى صوتى.
أنظر إلى عقارب الساعة الفسفورية، و أتعجب من كسلها، "هيا تحركى أيتها العرجاء، لقد أهلكنى القلق، تحركى"، الغرفة مظلمة، كنت قد أغلقت النور على أمل النوم، و لكن الظلام الدامس لم يغمر الغرفة تماما، فدائما كان يتسرب ضوءا من الشارع، كنت و أنا صغير أخاف، عندما أرى ضوءا يزحف على سقف حجرتى، كنت أتصور أن هناك مخلوقات لا تعيش إلا ليلا، تستعمر غرفتى، و تلعب عندما تنام أمى، أتذكر هلعى، و هروبى إلى غرفة أمى، منبع الأمان، أهرع إلى حضنها، فأهدأ و أستكين، ثم لا ألبث أن أرى تلك المخلوقات على سقف غرفة امى، فأجزع للحظة، ثم أطمئن أنى فى حضن أمى، و أنه لا شىء يستطيع إيذائى مادمت ملتصقا بها.
السادسة صباحا، اللعنة على تلك العقارب، لقد أدركت الأن لماذا سميت بالعقارب، لأنك لا تجدها عندما تبحث عنها، تهاجمك بهدوء، بحيث لا تشعر بها، و فجأة تجدها امامك، و ضربتها و القبر، لا ترياق لها و لا علاج، لازال امامى ساعتان على ميعادى، إلا أنى لم أعد أحتمل البقاء فى سريرى، قمت و انا أحاول أن أرتب فى ذهنى خطتى للساعة و نصف القادمة، فالمشوار سيأخذ نصف الساعة، و سيارتى ستحتاج إلى تسخين حوالى عشر دقائق، إذن فأمامى 100 دقيقة، البيت كبيت أشباح، الكل نائم، و الصمت لا يجرحه إلا صوت خطواتى و نفسى.
فتحت دولابى أتامل ملابسى، كان معظمها عندى من اول أيام الجامعة، إنها حقا عشرة، و لا أنكر أن بينى و بين ملابسى علاقة خاصة جدا، فلكل قميص مناسبة و (موود) لأرتديه، و لكل (تى شيرت) حالة معينة، كم كنت أحزن عندما أقرر أن أرمى أى قطعة منها، كنت أشعر ساعتها أنى أنانى و مستغل، فقد إرتديتهم و هم فى أحسن حال، ثم رميتهم عندما بالوا و شاخوا، و لم أدرك أن الكثير من البشر يفعلون ذلك، لا مع ملابسهم، بل مع بشر مثلهم، بل مع أقرب الناس إلى قلوبهم، أبائهم و أمهاتهم، وإمتلاء دور المسنين خير دليل.
كانت دائما تنتابنى حيرة عند فتح الدولاب، صعوبة الإختيار، إلا أنى اليوم كنت أعرف ماذا سأرتدى جيدا، بذلتى السوداء، بذلة كل المناسبات، فرح، خطوبة، عزاء، أو حتى طهور، كانت بذلتى الوحيدة، فكانت تعامل معاملة المجوهرات، محفوظة فى كيسها الجلدى الأنيق، فأخرجتها من مكمنها، و وضعتها على فراشى بعناية شديدة، فأنا لا أريدها أن (تتكرمش)، أخرجت القميص المكوى بعناية، و ربطة العنق التى أمضيت الأمس كله أنتقيها من دولاب أبى، و تأكدت من كمال كل شىء، ثم أطرقت برأسى إلى أسفل فراشى، كانت جزمتى (اللميع)، قابعة بهدوء و ثقة، كنت قد لمعتها قبل نومى، و فى داخلها إستقر جورب أسود نظيف، أه ، الحزام، هاهو، نظيف جدا، له (توكة) فضية براقة، فابتسمت إبتسامة إبتسامة رضا، و خرجت من غرفتى و أنا أنظر إلى الساعة.
السادسة و الثلث، كانت معدتى تؤلمنى، فقررت أنه من الجوع، دخلت إلى المطبخ، و فتحت (الفريزر)، و أخرجت رغيفين، و وضعتهم على المائدة، فى إنتظار أن (يفكوا) أى يذهب عنهم التجمد، ثم دخلت إلى الحمام، و أشعلت ضوء المرآة، و تأملت نفسى، ثم بدأت فى معاينة ذقنى، ثم تناولت المعجون و بدأت فى حلاقة ذقنى بهدوء شديد، و كنت قد قررت تأجيل غسيل أسنانى إلى ما بعد الإفطار، إنتهيت من الحلاقة،و أعددت الإفطار، و أخذته إلى غرفتى و أنا أنظر إلى الساعة.
السابعة إلا عشر دقائق، اللعنة على تلك العقارب، هاهى قد هاجمتنى دون أن أشعر، امامى فقط 25 دقيقة، لأغسل أسنانى و أستحم، و أرتدى ملابسى، أخذت (الكلت) و جريت إلى الحمام، لم تصمت ألام معدتى بعد الإفطار، إذن هو القلق، لا يهم، فتحت السخان، ثم (الدش) ، و انتظرت دقيقتين، ثم دلفت، و استسلمت لطلقات المياه الساخنة، كانت تضربنى بحنان، وأنا منتعش، من أثر معجون الأسنان، أنهيت حمامى سريعا، جففت جسدى، بفوطتى الحمراء الجميلة، و التى حرصت ان تكون نظيفة من اجل هذا اليوم العظيم، لففت المنشفة على وسطى، بعد أن وضعت (الجيل) على شعرى، و ذهبت إلى غرفتى مسرعا و أنا أنظر إلى الساعة.
السابعة و الخمس دقائق، كان ذلك اسرع حماما اخذه فى حياتى، كل ذلك بسبب تلك العقارب اللعينة، صبرا أيتها الغوانى، سأعود من ميعادى، ثم أصليكن نار السقر، و الله لأحرق هذه العقارب، كما كانت تحرق الساحرات فى القرون الوسطى، إرتديت ملابسى فى عجلة شديدة، أمام المرآة، أرى نفسى و انا أرتدى القميص، ثم السروال، ثم ربطة العنق، فالحذاء، كنت أمشى، أقترب و أبتعد عن المرآة، معجب جدا بشخصى و أناقتى،ثم إرتديت سترتى، و ضعت العطر، أنا جاهز الآن، أى شركة فى العالم تستطيع رفضى، أخذت مفاتيحى و خرجت من بيتى و الأمل يملؤنى، و أنا أنظر إلى الساعة.
السابعة و النصف، السيارة، التسخين، الموسيقى، فالإتجاه، الطريق خاو، ذهنى لا يتوقف عن التفكير، و وصلت إلى مكان اللقاء، الإثارة تأكلنى، كما تأكل النار القش، أنظر إلى المبنى، و أتخيل نفسى أعمل فيه، أتخيل نفسى و أنا أدخله فى الصباح، موزعا تحياتى على كل من أقابله، أتخيل نفسى و أنا منهمك فى العمل، أستقبل مئات الإتصالات يوميا، أتامل نفسى و أنا عائد إلى منزلى منهك، تستقبلنى امى، و تحتفل بى كل يوم بغذاء أسطورى، أتخيل و اتخيل و أتخيل، ثم أفقت من تخيلاتى، و أنا انظر إلى الساعة.
الثامنة إلا الخمس دقائق، هانت لأستعد إلى النزول، أول (إنترفيو) فى حياتى، أهم خطوة فى حياتى، مستعد لعمل أى شىء من أجل النجاح، أى شىء، أعلم جيدا أنى مستعد، أعلم جيدا أنى جدير، كنت ساعتها أعبر الشارع، تائها فى تأملاتى، لم أسمع صوت ألة التنبيه الخارج من السيارة المتجه نحوى بسرعة جنونية، إلا أنى إلتفت نحوها فجأة، كانت كأسد قادم لإلتهامى، مهلا أيها الأحمق، إنتظر، فأمامى (إنترفيو)، أول (إنترفيو)، أرجوك امهلنى قليلا، أتوسل إليك دعنى اعيشها، دعنى اعرف، هل سأنجح، هل كل ما فات، كل المجهود،مجهودى، مجهود أبى و أمى سيذهب تحت عجلات سيارتك، أرجوك، أريد أن أحيا، أن أتزوج، أن أنجب، أرجوك، أرجوووووووووووووووووووووووووووووووووك.
غدا ميعاد أول مقابلة شخصية لى، فأنا حديث التخرج، أبحث عن عمل فى لهفة عاقرتبحث عن ولد لها، لم أنم ليلتها، الإثارة تمنعنى حتى من إغماض عينى، أفكر فى مقابلة الغد، ماذا سأقول، أحاول أن أتخيل الأسئلة، و أجيب عنها بصوت عال، أحاول قدر إستطاعتى أن تكون الإجابة بنبرة هادئة و واثقة، و لكنى لا أستطيع أن أتخلص من تلك الرعشة و الإنخفاض المفاجىء فى صوتى.
أنظر إلى عقارب الساعة الفسفورية، و أتعجب من كسلها، "هيا تحركى أيتها العرجاء، لقد أهلكنى القلق، تحركى"، الغرفة مظلمة، كنت قد أغلقت النور على أمل النوم، و لكن الظلام الدامس لم يغمر الغرفة تماما، فدائما كان يتسرب ضوءا من الشارع، كنت و أنا صغير أخاف، عندما أرى ضوءا يزحف على سقف حجرتى، كنت أتصور أن هناك مخلوقات لا تعيش إلا ليلا، تستعمر غرفتى، و تلعب عندما تنام أمى، أتذكر هلعى، و هروبى إلى غرفة أمى، منبع الأمان، أهرع إلى حضنها، فأهدأ و أستكين، ثم لا ألبث أن أرى تلك المخلوقات على سقف غرفة امى، فأجزع للحظة، ثم أطمئن أنى فى حضن أمى، و أنه لا شىء يستطيع إيذائى مادمت ملتصقا بها.
السادسة صباحا، اللعنة على تلك العقارب، لقد أدركت الأن لماذا سميت بالعقارب، لأنك لا تجدها عندما تبحث عنها، تهاجمك بهدوء، بحيث لا تشعر بها، و فجأة تجدها امامك، و ضربتها و القبر، لا ترياق لها و لا علاج، لازال امامى ساعتان على ميعادى، إلا أنى لم أعد أحتمل البقاء فى سريرى، قمت و انا أحاول أن أرتب فى ذهنى خطتى للساعة و نصف القادمة، فالمشوار سيأخذ نصف الساعة، و سيارتى ستحتاج إلى تسخين حوالى عشر دقائق، إذن فأمامى 100 دقيقة، البيت كبيت أشباح، الكل نائم، و الصمت لا يجرحه إلا صوت خطواتى و نفسى.
فتحت دولابى أتامل ملابسى، كان معظمها عندى من اول أيام الجامعة، إنها حقا عشرة، و لا أنكر أن بينى و بين ملابسى علاقة خاصة جدا، فلكل قميص مناسبة و (موود) لأرتديه، و لكل (تى شيرت) حالة معينة، كم كنت أحزن عندما أقرر أن أرمى أى قطعة منها، كنت أشعر ساعتها أنى أنانى و مستغل، فقد إرتديتهم و هم فى أحسن حال، ثم رميتهم عندما بالوا و شاخوا، و لم أدرك أن الكثير من البشر يفعلون ذلك، لا مع ملابسهم، بل مع بشر مثلهم، بل مع أقرب الناس إلى قلوبهم، أبائهم و أمهاتهم، وإمتلاء دور المسنين خير دليل.
كانت دائما تنتابنى حيرة عند فتح الدولاب، صعوبة الإختيار، إلا أنى اليوم كنت أعرف ماذا سأرتدى جيدا، بذلتى السوداء، بذلة كل المناسبات، فرح، خطوبة، عزاء، أو حتى طهور، كانت بذلتى الوحيدة، فكانت تعامل معاملة المجوهرات، محفوظة فى كيسها الجلدى الأنيق، فأخرجتها من مكمنها، و وضعتها على فراشى بعناية شديدة، فأنا لا أريدها أن (تتكرمش)، أخرجت القميص المكوى بعناية، و ربطة العنق التى أمضيت الأمس كله أنتقيها من دولاب أبى، و تأكدت من كمال كل شىء، ثم أطرقت برأسى إلى أسفل فراشى، كانت جزمتى (اللميع)، قابعة بهدوء و ثقة، كنت قد لمعتها قبل نومى، و فى داخلها إستقر جورب أسود نظيف، أه ، الحزام، هاهو، نظيف جدا، له (توكة) فضية براقة، فابتسمت إبتسامة إبتسامة رضا، و خرجت من غرفتى و أنا أنظر إلى الساعة.
السادسة و الثلث، كانت معدتى تؤلمنى، فقررت أنه من الجوع، دخلت إلى المطبخ، و فتحت (الفريزر)، و أخرجت رغيفين، و وضعتهم على المائدة، فى إنتظار أن (يفكوا) أى يذهب عنهم التجمد، ثم دخلت إلى الحمام، و أشعلت ضوء المرآة، و تأملت نفسى، ثم بدأت فى معاينة ذقنى، ثم تناولت المعجون و بدأت فى حلاقة ذقنى بهدوء شديد، و كنت قد قررت تأجيل غسيل أسنانى إلى ما بعد الإفطار، إنتهيت من الحلاقة،و أعددت الإفطار، و أخذته إلى غرفتى و أنا أنظر إلى الساعة.
السابعة إلا عشر دقائق، اللعنة على تلك العقارب، هاهى قد هاجمتنى دون أن أشعر، امامى فقط 25 دقيقة، لأغسل أسنانى و أستحم، و أرتدى ملابسى، أخذت (الكلت) و جريت إلى الحمام، لم تصمت ألام معدتى بعد الإفطار، إذن هو القلق، لا يهم، فتحت السخان، ثم (الدش) ، و انتظرت دقيقتين، ثم دلفت، و استسلمت لطلقات المياه الساخنة، كانت تضربنى بحنان، وأنا منتعش، من أثر معجون الأسنان، أنهيت حمامى سريعا، جففت جسدى، بفوطتى الحمراء الجميلة، و التى حرصت ان تكون نظيفة من اجل هذا اليوم العظيم، لففت المنشفة على وسطى، بعد أن وضعت (الجيل) على شعرى، و ذهبت إلى غرفتى مسرعا و أنا أنظر إلى الساعة.
السابعة و الخمس دقائق، كان ذلك اسرع حماما اخذه فى حياتى، كل ذلك بسبب تلك العقارب اللعينة، صبرا أيتها الغوانى، سأعود من ميعادى، ثم أصليكن نار السقر، و الله لأحرق هذه العقارب، كما كانت تحرق الساحرات فى القرون الوسطى، إرتديت ملابسى فى عجلة شديدة، أمام المرآة، أرى نفسى و انا أرتدى القميص، ثم السروال، ثم ربطة العنق، فالحذاء، كنت أمشى، أقترب و أبتعد عن المرآة، معجب جدا بشخصى و أناقتى،ثم إرتديت سترتى، و ضعت العطر، أنا جاهز الآن، أى شركة فى العالم تستطيع رفضى، أخذت مفاتيحى و خرجت من بيتى و الأمل يملؤنى، و أنا أنظر إلى الساعة.
السابعة و النصف، السيارة، التسخين، الموسيقى، فالإتجاه، الطريق خاو، ذهنى لا يتوقف عن التفكير، و وصلت إلى مكان اللقاء، الإثارة تأكلنى، كما تأكل النار القش، أنظر إلى المبنى، و أتخيل نفسى أعمل فيه، أتخيل نفسى و أنا أدخله فى الصباح، موزعا تحياتى على كل من أقابله، أتخيل نفسى و أنا منهمك فى العمل، أستقبل مئات الإتصالات يوميا، أتامل نفسى و أنا عائد إلى منزلى منهك، تستقبلنى امى، و تحتفل بى كل يوم بغذاء أسطورى، أتخيل و اتخيل و أتخيل، ثم أفقت من تخيلاتى، و أنا انظر إلى الساعة.
الثامنة إلا الخمس دقائق، هانت لأستعد إلى النزول، أول (إنترفيو) فى حياتى، أهم خطوة فى حياتى، مستعد لعمل أى شىء من أجل النجاح، أى شىء، أعلم جيدا أنى مستعد، أعلم جيدا أنى جدير، كنت ساعتها أعبر الشارع، تائها فى تأملاتى، لم أسمع صوت ألة التنبيه الخارج من السيارة المتجه نحوى بسرعة جنونية، إلا أنى إلتفت نحوها فجأة، كانت كأسد قادم لإلتهامى، مهلا أيها الأحمق، إنتظر، فأمامى (إنترفيو)، أول (إنترفيو)، أرجوك امهلنى قليلا، أتوسل إليك دعنى اعيشها، دعنى اعرف، هل سأنجح، هل كل ما فات، كل المجهود،مجهودى، مجهود أبى و أمى سيذهب تحت عجلات سيارتك، أرجوك، أريد أن أحيا، أن أتزوج، أن أنجب، أرجوك، أرجوووووووووووووووووووووووووووووووووك.
2 comments:
good job darsh
helwa awy
Post a Comment